المصري يحقق الحلم العربي

أوفى فرسان مصر بوعدهم للعرب وحولوا حلمنا الى حقيقة ببقاء كاس أمم أفريقيا بين أحضان العرب للمرة الرابعة على التوالي، بداية من تونس 2004 وحتى أنجولا 2010 وللمرة الثالثة في أحضان النيل وبين الأهرامات بعد أن أدى اللاعبون مباراة العمر أمام منتخب غانا القوي ليثبت المنتخب المصري بهذا الإنجاز أحقيته بالصعود الى نهائيات كاس العالم بعد أن فاز على أربعة منتخبات مشاركة في كاس العالم في هذه البطولة وهي نيجيريا والكاميرون والجزائر، ثم غانا ولو واجهوا الممثل الخامس ساحل العاج لانتصروا عليه.

أصابنا القلق في البداية غير المطمئنة وخفنا على اللاعبين من الإجهاد وعدم التعود على الملعب ولكن الثقة لم تهتز في اللاعبين وفي المدرب حسن شحاتة الذي أثبت أنه بالفعل معلم قدم أجمل المحاضرات للمدربين في إدارة وقيادة المباريات وهو يتفوق على كل المدربين ويدخل بلاعبيه الى التاريخ من أوسع أبوابه وهم يحققون الأرقام القياسية في كل شئ ويحصد كل ألقاب البطولة في الهداف وأفضل حارس وأفضل لاعب.

استحق المنتخب المصري اللقب عن جدارة وأثبت أن حواء مصر حبلى وولود بعد أن خفنا على المنتخب من غياب أبوتريكة وعمرو زكي ومحمد بركات ومحمد شوقي ولكن قدم شحاتة وجوهاً جديدة بقيادة جدو محقق أغلى الأهداف فأثبت أن مصر بمن حضر.

واستحق المنتخب المصري اللقب لأنه يملك لاعبين متميزين يلعبون بروح الفريق الواحد كل منهم يمثل قائداً يحبون بلادهم ويقاتلون من أجل سمعتها كما شاهدناهم وهم يتحاملون على أنفسهم من أجل مواصلة اللعب حتى لو قطعت أرجلهم ويحترمون نجوميتهم يتعاملون بالروح الرياضية، منضبطون داخل وخارج الملعب، كما عشنا ذلك عن قرب والتزامهم بأداء عباداتهم وتقربهم الى الله وهم يسجدون شكراً له مع كل هدف وإنجاز.

واستحق المنتخب المصري اللقب لأنه يملك مدرب قدير ومتمكن عرف كيف يجمع اللاعبين على قلب رجل واحد ويتعامل معهم بروح الأخ والصديق والأب في كل المواقف وخلفهم جمهور يهز الأرض يحب بلده ويقف مع منتخب بلاده يقطع الفيافي وتجول في كل الدول متحملاً عناء السفر والإقامة من أجل دعم الفريق.

وانتصر المنتخب المصري لأنه يتمتع برعاية كاملة من الدولة ومن رئيس الجمهورية السيد حسني مبارك الذي وفر للمنتخب كل شئ وأناب عنه عيناه وفلذتا كبده ابناه جمال وعلاء في التواجد مع اللاعبين في المعسكرات والمباريات أينما كانت.

لا نبارك لمصر ولا لشعب مصر وحده، ولكن نبارك لكل من ينطق بالعربية من المحيط الى الخليج بهذا الإنجاز الذي يؤكد علو كعب الكرة العربية وأتمنى أن يتم تكريم هذا المنتخب في كل الدول العربية بعد أن كرم من قبل في السودان والإمارات.

ليلة الأمس عيد عربي بنكهة وصناعة مصرية.

ولا بد أيضاً من الإشادة بالمنتخب الغاني الشاب الذي أعلن عن عودة قوية للكرة الغانية ونتمنى له التوفيق في نهائيات كاس العالم